responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درة الغواص في أوهام الخواص المؤلف : الحريري    الجزء : 1  صفحة : 262
(على أَنَّهَا تَعْفُو الكلوم، وَإِنَّمَا ... نوكل بالأدنى إِن جلّ مَا يمْضِي)
لهَذَا المتسائل نقُول: إِن حرف الْجَرّ على هُوَ فِي هَذَا الشَّاهِد حرف جر شَبيه بِالزَّائِدِ، وبالتالي فَهُوَ غير مُتَعَلق بِشَيْء، وَقد أَتَى بِهِ الشَّاعِر بِقصد الِاسْتِدْرَاك أَي بِمَعْنى لَكِن، وَمثله فِي الشّعْر كثير، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(بِكُل تداوينا فَلم يشف مَا بِنَا ... على أَن قرب الدَّار خير من الْبعد)
(على أَن قرب الدَّار لَيْسَ بِنَافِع ... إِذا كَانَ من تهواه لَيْسَ بِذِي ود)
وَنَظِيره السماح بِإِدْخَال حرف الْجَرّ من على حرف الْجَرّ على بِحَيْثُ يصير الْأَخير اسْما للاستعلاء بِمَعْنى فَوق، كَأَن تَقول: خطب الْخَطِيب من على الْمِنْبَر، أَي من فَوْقه، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(غَدَتْ من عَلَيْهِ بَعْدَمَا تمّ ظمؤها
)
[6] ج ن ز:
وَمن أوهامهم أَيْضا أَنهم لَا يفرقون بَين الْجِنَازَة (بِالْفَتْح) والجنازة (بالخفض) ، وَقد تباينت آراء اللغويين حولهما، فَقَالَ بَعضهم: كِلَاهُمَا بِمَعْنى، وتعنيان الْمَيِّت. ... وَقَالَ بَعضهم الآخر: الْجِنَازَة (بالخفض) تَعْنِي الْمَيِّت على سَرِيره، فَإِن لم يكن عَلَيْهِ فَهُوَ النعش.
وَقَالَ آخَرُونَ: الْجِنَازَة (بالخفض) هُوَ السرير الَّذِي يحمل عَلَيْهِ الْمَيِّت. ... وَالصَّوَاب أَن الْجِنَازَة (بالخفض) هِيَ الجثة، وَتقول الْعَرَب: ضرب الرجل حَتَّى ترك جَنَازَة، أَي جثة هامدة، وَمِنْه قولم الْكُمَيْت يذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
(كَانَ مَيتا جَنَازَة خير ميت ... غيبته حفائر الأقوام)
واستعار بعض مجان الْعَرَب الْجِنَازَة لزق الْخمر الفارغ، فَقَالَ عَمْرو بن قعاس:
(وَكنت إِذا أرى زقا مَرِيضا ... يناح على جنَازَته، بَكَيْت)
وَأما الْجِنَازَة (بِالْفَتْح) فَتطلق على وجود الْمَيِّت دَاخل سَرِيره، فهما مَعًا جَنَازَة، فَإِن

اسم الکتاب : درة الغواص في أوهام الخواص المؤلف : الحريري    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست